مـنتديات بلدة الشعراء

مـنتديات بلدة الشعراء (http://www.alsh3ra.com/vb/index.php)
-   المنتدى الأدبي (http://www.alsh3ra.com/vb/forumdisplay.php?f=16)
-   -   || وانطفأت الشمعـة " قصـه جميله : ) (http://www.alsh3ra.com/vb/showthread.php?t=27154)

سمى 21/05/2010 08:44 PM

|| وانطفأت الشمعـة " قصـه جميله : )
 

" وانطفأت الشمعة [ مذكرات ابن ] "

..


|| سنواتي الأولى

ولدت قبل موعدي بشهرين بسبب حادث أصاب والداي توفي والدي على أثره ليبقيني و والدتي و حيدان دونه أرملة توفي أهلها منذ سنوات فكان هو عائلتها الوحيدة و طفل يتيم يحتاج لسند له في هذه الحياة ..
صدمة أمي كانت كبيرة بقيت لأيام لا تتكلم و جارتنا كانت تزورها باستمرار فهي الأخرى لا أهل لها و تعتبر أمي أختها الصغرى ..
بعد أسبوع خرجت أمي من دوني فلا أزال أحتاج للبقاء شهراً آخر ..
لم تكن أمي تأتي لتزورني فاعتقد المشفى أنها ستتركني هنا ولكن بعد أسبوع أتت جارتنا التي كانت تقيم أمي عندها هذه الفترة وبعدها بأيام أصبحت والدتي تأتي باستمرار فقد استيقظت أخيراً من صدمتها وبعد أشهر خرجت من المشفى و عدنا لمنزلنا ..
يوم أمي كان بائساً بحق تخرج صباحاً تنهي بعض الأعمال مع شريك أبي في عمله بعد أن تأتي المربية ثم تعود ظهراً و التعب يقتلها
تنام قليلاً حتى تعود تسيتقظ في المساء لإكمال ما بدأت في الصباح و لاتعود حتى تأتي الساعه الحادية عشره منهكة و تحتاج للراحة تأخذني من المربية تحكي ماحدث لها طوال اليوم ثم تضمني و هي تبكي ..
أكملت سبعة أشهر و هاهي أسناني بدأت بالظهور و كأي طفل كنت أعض كل ما يقع أمام ناظريّ فتارة أعض اذن ابن جارتنا وتاره يد مربيتي و أكثرها كانت تقع على أمي الحبيبة التي اضطرت للذهاب للمشفى فجراً بسبب عضتي المؤلمة
... آسف حبيبتي ...
يداها تمسكان يدي و أنا أخطو خطواتي الأولى بفرح و تخبط و دموعها التي في كل زمان تنهمر ها هي ترافقها الحدث أصبحت لا أرضى الجلوس أبداً و المربية تلاحقني في كل مكان
و لكن في ذلك اليوم كانت هي تحادث أمي لتطمئنها علي تسللت أنا و ذهبت للمطبخ كوباً من الحليب الحار كان على الطاوله المسكينة صنعته من أجلي سمعتها تنادي باسمي فأخذت أسرع حتى مددت يدي له لينسكب علي جسمي الغض ويحرقه
تعالى صوت صراخي وبكائي الذي هداها لمكاني ذهبنا للمشفى ولازلت أبكي وماهي إلاّ لحظات حتى أتت أمي مسرعه تبكي وتوبخها و كانت تلك المرة الأخيرة التي رأيت فيها مربيتي العجوز
... آسف سيدتي لم يكن ذلك خطؤك ...
بعد هذا الحدث أتت جارتنا [ السيدة شذى ] توبخ أمي فهذا كان خطؤها منذ البداية كيف لها أن تدع امرأة غريبة تهتم بي تشاجرت الاثنتان طويلاً حتى اقتنعت والدتي ورضخت لأوامرها ..
تركت والدتي عملها المسائي ولكنها لا زالت تذهب صباحاً ساعتان فقط تتركني فيها عند السيدة شذى..
بقينا على هذا الحال حتى إكمالي عامي الرابع وبدأت حينها بطرح تلك الاسئلة التي خافتها أمي
[.هل لدي أب. من هو أبي . أين هو ]
كانت دائماً تغريني ببعض الحلوى لعلّي أنسى الموضوع وكانت تنجح في ذلك ولكن في ذلك اليوم رفضت جميع اغراءاتها و عروضها و أصبحت أبكي فأدركت أنّه حان الوقت لتخبرني بالأمر
حملتني ووضعتني في حجرها وهي تمسح دموعي و تكبح جماح دموعها
ابتسمت : لماذا البكاء حبيبي
وانا اذرف الدموع بكرم : هل املك أباً
اومأت برأسها : بالطبع صغيري
سألتها : إذاً أين هو ؟
ابتسمت لتبلع عبراتها: انّه مسافر
..: أين ؟
....: إلى مكان ما
..: هل سيعود ؟
....: لا
عادت دموعي تنهمر على وجنتي: ولماذا ؟
ضمتني ولم تعد تستطع إمساك أعصابها فانهمرت دموعها كالسيل الجارف : لا يستطيع انه فقط لا يستطيع صغيري
لم أعد هذا السؤال بعد هذا اليوم فقد ألجمني ماحدث على الأقل لهذه الفترة

..

|| سنواتي الدراسية

أيقظتني والدتي و الفرحة تملأ عينيها: هيا حبيبي انهض
فتحت عيناي ببطئ
ابتسمت ابتسامة كبيرة : صباح الخير
لم أعتد الاستيقاظ في هذا الوقت الباكر : ماذا هناك ؟
امسكت بيدي و اوقفتني : هيا حان وقت المدرسة
كنت متعلقاً بأمي كثيراً لذلك لم أتحمس أبداً للمدرسة التي ستبعدني عنها : أمي أرجوك لا أريد الذهاب أريد البقاء معك
ابتسمت: بلى ستذهب وسيكون جميلاً أنا متأكدة
نهضت على مضض لبست ملابسي و شربت كوباً من الحليب ببطئ لعل موعد المدرسة يفوت أو ربما تحن أمي فلا أذهب أبداً و لكن لاشئ من هذا حدث بل ذهبت و مبكراً أيضاً ..
توقفت السيارة : هيا حبيبي اذهب و استمتع
انفجرت دموعي أخيراً و أطلقت العنان لها : أمي لا أريد الذهاب أرجوك تعالي معي أمي
ضمتني لصدرها برفق : ألم نتحدث بهذا في الأمس صغيري
تذكرت المحادثة الليلية التي جرت قبل نومي البارحة
أخبرتني أنها لا تستطيع الاختلاط بغيري من الرجال لأنني ابنها لذلك لا تستطيع القدوم
ولا أستطيع أنا عدم الذهاب حتى أتعلم ولا أبقى جاهلاً
أسعدني قولها عني رجلاً ولكن هذا كان بالأمس أمّا الآن الوضع يختلف : حسناً لن أذهب لا أريد التعلم أرجوك أمي
ابعدتني عنها: اسمع حبيبي ما رأيك سآتي لآخذك مبكراً ونتناول الغداء في الخارج ولكن فقط إذا و عدتني بالكف عن البكاء كدت أن أوافق ولكن تذكرت سأبقى وحيداً
لا أمي ولا حتى السيدة شذى
ازداد بكائي:لا , لا أريد , أريد فقط الذهاب معك
رضخت أخيراً لدموعي التي تضعف أمامها حسناً هذا اليوم فقط
تحولت دموعي لابتسامة كبيرة: بالطبع
عدنا للمنزل وعندما رأتني السيدة شذى أتت غاضبة و أجرت محادثة طويلة مع أمي
نهايتها كانت قدومها معنا في الصباح التالي ..
تدعي اللامبلاة بالنظر من النافذة و السيدة شذى تحادثني بحزم : هيا انزل لن تذهب معنا
برجاء و دموعي تنذر بالسقوط: أرجوك لا أريد , أمي اسمعيها أمي أجيبيني لا أريد الذهاب
نظرت أمي إلى السيدة شذى برجاء: أرجوك شذى
لم تجب الأخرى بل نزلت و جرتني و أغلقت الأبواب
فتحت النافذة: هيا لا تريد أن
قاطعت كلامها بصدمة عندما تعلقت بالنافذة المفتوحة : لن أذهب أمي حبيبتي لا تدعيني لهذة المجرمة أمي
نزل السائق بأمر من السيدة شذى أبعدني بسهولة عن السيارة و عاود الركوب و ذهبوا ..
بقيت مكاني مندهشاً و دموعي تجمدت على خدي أمي ذهبت و تركتني و حيداً لم تأبه لدموعي لبكائي و صراخي ..
مرّت رياح باردة حركت قارورة ماء أصدرت صوتاً أخافني مما دفعني للدخول ..
أطفال كثر منهم من يمسك والده بيده و منهم من تطفر السعادة من عينيه بعد أن وجد له صديقاً
أحسست بالغربة .. بالوحدة لم أعرف ما أفعل عادت دموعي تملأ مقلتي و تجري على خدي بهدوء أتى رجل ناحيتي وهو يمسك طفله الباكي: مرحباً
نظره إليه دون جواب
انحنى حتى قارب طوله طولي : ما اسمك ؟
أيضاً لم يجد جواباً
ابتسم: لماذا البكاء ؟
تحدثت أخيرا بصوت مرتجف: أريد اأي
بدهشه: هل أنت وحدك هنا ؟
أومأت برأسي له
بتساؤل: أين أباك؟
وشهقاتي خرجت براحة: إنّه مسافر
ابتسم و الدهشة المصطنعة علت وجهه: يا إلهي , يا للروعة أنت هنا دون أب وحدك! يالك من شجاع
تظرت لهذا الأحمق الذي يهتف بعبارات التشجيع بدهشة لكنني سرعان ما ابتسمت بفخر : نعم أنا معتاد على هذا
نظر ألى ابنه بفخر : نعم و أنا كذلك كنت سأدع طفلي لوحده اليوم يالكم من شجعان
مسح ابنه دموعه بسرعه وابتسم بغطرسه
امسك أباه يدي و وضعها بيد ابنه: حسناً لقد وجدت لابني صديقاً الآن الوداع ..
منذ ذلك الوقت لم تفارق يدي يد عمّار كان صديقاً و أخاً وربما الأب الناصح في بعض المواقف...
أخذنا اليوم درساً يقول أن الأم شمعة الدرب وهي من تضئ الطريق لم أفهم حقاً مامعنى هذا ولكنني منذ عدت للمنزل و أنا لا أكف عن مناداة أمي بشمعتي و سعدت جداً لقولي هذا فلم أتوقف أبدا ًحتى أصبحت لا أناديها إلاّ بشمعتي ..
ذهبت لأمي و بيدي ورقه وفكي يرتجف برداً وكانت هي تشرب كوباً من الشاي و تقرأ كتاباً ما
ابتسمت لرؤيتي وفتحت ذراعيها: تعال هنا صغيري
ذهبت مسرعاً و غطيت نفسي بشالها
لفته حولي بقوه: يااه إنّك ترتجف أين كنت ؟
ابتسمت بكسل : أصحبت أستطيع الوقوف دون معطف في الخارج لخمس دقائق
نظرت إليّ بغضب ثم ابتسمت: وماهذه اللعبه الحمقاء ؟!
بفلسفه ضممت الشال أكثر: لا لا إنّها ليست حمقاء بل تقيس مدى قوة تحملك
ضمتني بحب: من الذي علمك هذه اللعبة التي تقيس قوة التحمل ؟
وضعت رأسي على صدرها: أخ عمّار إنّه عبقري حقاً
قبلّت رأسي: ياله من عبقري
سرى الدفء بجسدي سريعاً أكان ذلك بسبب الشال الملفوف أم بسبب حبها الذي غمرني ؟!
لا إنّها الأخيره بالتأكيد
سحبت الورقه التي بيدي: ماهذه؟
بصوت غلبه النعاس: معلمي يريدني أن أعطيك إيّاها و موعد مجلس الآباء بعد غد شمعتي ...
نهضت من غفوتي وجدت أمي أمام المدفأة وهي تضم الورقة التي كانت معي و تبكي
ضممت رقبتها من الخلف: شمعتي ماذا بك لماذا تبكين ؟
مسحت دموعها بسرعة و امسكتني لتجلسني بحجرها : حبيبي ألم تقل ان مجلس الآباء بعد غد
بحماس: نعم سيحضر أبي أليس كذلك إنها مناسبة مهمة وربما يكرمني المعلم
أمسكت يدي و أخذت تخط عليها بعض الخطوط الوهمية: وإن لم يحضر
سحبت يدي: ماذا ؟
ضمتني حتى لا أفلت إنّها تعرف عادتي ربما أنهض بسرعة و ستبحث عني طويلاً: حبيبي كان يجدر بي إخبارك منذ البداية إنّ اباك ليس هنا
أومأت برأسي : أعلم إنّه مسافر
قالت بصعوبة : لا صغيري إن والدك فارق الحياة منذ زمن
لم تكن هناك طريقة أسهل وكلام ألطف حتى توصل هذا الخبر لي وإلاّ كانت ستفعل
وبالنهاية هو خبر قاس بالفعل لا يمكن لأحد أن يلطّف وقعه ..
صمت طويلاً ولم أبك أعتقد انني كنت متوقعا ًخبراً كهذا لا أذكر فيما كنت أفكر كانت هذه المره الأولى التي أجلس فيها هكذا صامتا ًدون بكاء و صراخ دون أي تعبير عند ذكر أبي ...
في الغد ذهبت إلى المدرسة و الصمت لازال يلفني
حتى أن عمار استغرب وسأل: ماذا بك ؟
نطقتها بسهوله: لا أب لي أبي ميت
عمّار بأسى: منذ متى ؟
تذكرت ما أخبرتني أمي البارحة: منذ زمن
ابتسم عمّار و وضع يده على كتفي: لا بأس أبي كبير كفاية حتى يتقاسمه كلانا
يااه يا عمّار تقاسمت معي حتى أباك
ربما لو كانت السعادة تنقسم لقسمها معي
أحبك يا صديقي ...
كبرت ها أنا في عامي العاشر و خضت أول و آخر مشاجراتي هذا اليوم كنت خارجاً مع عمّار بعد قرع الجرس اصطدمت بطفل آخر أكبر مني بقليل لم يقبل أسفي و ضربني فضربته حتى انتهى بي المطاف مرمياً على عتبات المدرسة عندما أتى عمي صالح [ أب عمّار ] و رآني هكذا حيث كان هو من يوصلني للمنزل
عاتبني كثيراً و أخبرني أنّه سيأتي في الغد للتفاهم مع الطالب رجوته ألاّ يفعل ولكنّه أبى ذلك
وكأن لم تكفيني محاضرته الطويلة أكملت أمي ما بدأ في المنزل بكت في البداية ثم وبختني ثم أخذت تعاتب بهدوء
وتأسفت كثيراً و ندمت عندما قالت : لم أتوقع هذا الفعل المخجل منك أعلم انّك اعتذرت ولكنك المخطئ منذ البداية لماذا لم تنتبه لطريقك وحتى عندنا ضربك كان يجدر بك إخبار معلمك
قالت ما قالت و ذهبت دون أي كلمة اخرى
حتى باقي اليوم كانت تتجاهلني بكيت و صرخت ولكنها لم تأبه و بدأت بكره السيدة شذى حينها إنّها دائماً سبب قسوة أمي عليّ
في الصباح أيقظتني بجفاء فضممتها و بكيت و وعدتها أن لا أعاود الكرّه بكت هي الأخرى على قسوتها معي إنّها فعلاً غريبة تبكي غضباً و عتباًَ على نفسها رغم انني المخطئ ..
انتهت سنوات دراستي و ها أنا في عامي الأخير لم يحدث شئ فيها كنت طالباً مسالماً لا أحبذ المشاجرات منذ تلك المرة نجحت بتقدير ممتاز جعل أمي تطير سعادة و تبكي ولكن لا جديد في الأخيرة ..

..


|| الجامعة

لم أكن أهوى الدراسة رغم تفوقي لذلك لم تكن فكرة إكمالي لها واردة
ولكنها أمي هي التي جعلتني أكمل بل غضبت و بكت و وبخت و صرخت ولم تحادثني لأيام عندنا علمت بعدم رغبتي بها
ولا أستطيع إغضابها ابداً لذلك رغماً عني أخذت ملفي و قدمته للجامعة وبما انني لا أهوى شيئاً فقد سجلت مع عمّار في الهندسة ..
لا شئ يذكر 4 سنوات مملة انتهت بشهادة امتياز مع مرتبة الشرف
لاشئ يستحق الذكر سوى تلك الليلة كانت حفلة التخرج بالطبع لم يكن سيحضر سوى عمّار و عمي صالح لم أكن متحمساً أبداً بل ازدادت عدم رغبتي بالذهاب عند رؤية أمي فلن أراها هناك عند استلام شهادتي
ولن أرى من يوازيها فرحةً و فخراً بي لزمت الصمت و ذهبت يجب أن استلم شهادتي ...
أسماء كثر قبلي ثم أخيراً تعالى اسمي في أرجاء القاعة
خرجت ببرود صافحت المدير و ألقيت نظرة خاطفة على عمي فقد أخبرني أن أنظر إليه عندما اعتلي الخشبة حتى يلتقط صورة لي
أردت البكاء حينها كان ينظر لي بفخر .. بسعاده .. بفرح أعتقد أنّه لم ينظر لعمّار بتلك الطريقة شعرت حقاً بمدى أهمية عمي في تلك الليلة
شعرت بحماقتي و أنانيتي وعدم تفكيري به و نسياني له وهو الذي وقف بجانبي طوال سنواتي
ولم يكفه أبداً أن أشعرني بالأنانية بل بكى
نعم رأيت دموعه لم أستطع الوقوف مكاني توجهت له
قبلت رأسه ضممته وبكيت لم أبكي منذ طفولتي سوى مرتين وهاهي الأولى..
لم أكن بحاجه للبحث عن وظيفه عمل أبي الذي شقيت أمي و هي تحافظ عليه و تعب شريكه بالعمل وحيداً كان بانتظاري ..
لم أكن شاباً طائشاً أبداً و الحماقة ليست من صفاتي لا أمدح نفسي هنا بل أفتخر بتربية شمعتي لي فهي عرفت كيف تبعدني عن هذه الصفات ..

..

|| زواجي

دخلت في عقدي الثالث وأمي لا تكف الحديث عن زواجي لم أكن أمانع الزواج أبداً ولكنني خائف أن أتزوج من تعكّر صفو شمعتي و أعلم اني لن أرحم من تفعل هذا لذلك لم أكن أريد ظلم أحد ولا أريد الشقاء لشمعتي ..
ولكنني أيضاً لا أستطيع رفض طلبها فوافقت ..
وبسرعة اقترحت هي : ما رأيك بسعاد ابنة أخت شذى ...
غداً يوم زواجي فارتأينا أنا و عمّار الذهاب و الاستمتاع بآخر ليلة من الحرية المطلقة على حد قوله ..
وضع عمّار كوب القهوه أمامه و ابتسم: أخيراً أيها الأحمق
نظرت بدهشة: أحمق ؟!
عمّار : نعم لا تنظر هكذا من حقي قول ما أريد لقد أخرتني عن الزواج 3 سنوات
بدهشة أكبر: أنا ؟!
عمّار: اسمع سأعترف لك بشئ لم أكن أريد الزواج قبلك لا أعلم ما السبب الحقيقي فعلاً ولكن سبباً من أسبابي هو حتى لا أقصّر معك يا أخي
أعلم أنك لا تملك مهارات اجتماعية كافية للتعرف على الناس و عندما أتزوج صدقني لن تراني سوى في المناسبات لذلك قررت الانتظار حتى تقرر أنت الزواج ..
عمّار يا عمّار دائماً ما يدهشني ولكن هذه المرة لم اندهش فقد بت أعرف أيّ روح محبة تحتويه فآثرت الصمت ..

..


دخلت المنزل وبيدي كيس الخبز ما إن أغلقت الباب حتى رأيت الاثنتان تنظران لي بحبهما المعتاد و لكن مع ابتسامة غريبة هذه المرة
قبّلت رأس أمي و سألت: ماذا هناك؟
لم تجب أيّ منهما بل ذهبت واحدة والاخرى أخذت مامعي ولحقت بها
لم أهتم كثيراً سأعرف ما بهما عند نزولي ..
لم أجد أمي على الطاولة سألتها: أين شمعتي ؟
ابتسمت: خالتي دعتها للغداء ولكنها لم ترد الذهاب دون توديعك
جلست مبتسماً: حقا ! إذاً ماذا لديكما ؟ هناك أمر تخفيانه
ابتسمت بفرح: ذهبنا للمشفى اليوم انني حامل ...
كان حملاً متعباً بحق لك أكن أسمح لها بالحركة و بالطبع لن أدع العمل لأمي و العمل الوحيد الذي كانت تقوم به هو إعداد الغداء
كنت أريد إحضار خادمة و لكن الاثنتان رفضتا ذلك فأصبحت أنا أجري العمل كله و بالطبع مع مساعدة شمعتي التي لا ترضى الوقوف ورؤيتي أرهق نفسي كما تقول ...
كنت في عملي أراجع بعض الأوراق قبل عودتي للمنزل
رن هاتفي المحمول بنغمه أهوى صاحبها : مرحباً شمعتي
بهدوء: أين أنت حبيبي ؟
كان صوتها الهادئ مخيف : أنا في العمل سأعود بعد قليل هل حدث شئ أجيبيني هل أنتِ بخير؟
باندفاع: نعم صغيري لاشئ هناك ولكن أريدك أن تأتي و تأخذنا أنا وسعاد من المشفى
وضعت مابيدي بخوف: لماذا؟ ماذا هناك؟
بسرعة أجابت: يا حبيبي الغالي صدقني لا شئ ولكن موعد سعاد كان اليوم أنسيت؟
هدأت قليلاً: أعتقد أنه الأسبوع القادم
بتلعثم لم أهتم له كثيراً: لا بل هو اليوم هيا نحن ننتظرك
تنهدت براحة: أمرك شمعتي سآتي في الحال ..
كانت المرة الأولى التي تكذب فيها أمي ولكنها لم تكن الأخيرة
عند وصولي وجدت أمي و أم سعاد و السيدة شذى ولكنني لم أجد سعاد
بخوف: أين سعاد ؟ ماذا هناك ؟
أمي بهدوء: إن سعاد تلد في الداخل ..

..


صغيرة جداً جميع مافيها صغير
ابتسمت سعاد بارهاق: خذها
بخوف: أنا لا دعيها معك
سعاد بدهشه: ولماذا ؟
ابتسمت أمي: أظن أنّ زوجك لا يريد أن يؤذيها بحمله لها فجسمها لا يزال صغير
وضعت يدي حول كتفيها : لا شمعتي إنك لا تظنين جميع ما تقولينه صحيح
مدتها امي لي : لا تكن سخيفاً إنها ابنتك
نظرت للجسم الصغير المغمض عيناه أمامي ونظرت لأمي برجاء: مرة اخرى
قهقهت بسعادة: الآن هيا
حملتها برفق خشية ايذائها ولكنها بكت كدت ان ارميها لولا إمساك أمي بها وهي تضحك..

..

بتذمر قال عمار وهو يوقف السياره أمام منزله: أتعلم منذ خروجنا من منزلك أي منذ 3 ساعات و أنت لا تتحدث إلاّ عن المخلوق الغريب الذي تقول بأنه ابنتك
بغضب : مخلوق غريب !
ألقى بنظرهةغاضبة عليّ ثم اكمل: نعم تتحدث عنها كأنها مخلوق غريب انها تاكل وتشرب و تفتح عينيها و تتثاءب وتبكي , بالطبع تبكي أيها المعتوه فهذا مايجيده الصغار
أحمق هذا العمّار انه يغار منها
ولاغيضه قلت: سحقاً للأطفال يا عمّار أتغار من طفلتي اللطيفه
أغلق بابه بغيض وأغلق السياره ولازلت انا اضحك بداخلها ..

..

|| و انطفأت الشمعة


دخلت أركض في الممرات هائماً لا أعرف أين أبحث
أمسكني الممرض وسأل بأدب: ماذا بك سيدي هل تبحث عن أحد ؟
أجبته بصوت متلعثم مرتجف ونظري لا يزال يبحث عنهم: نعم شمعتي هنا أتت منذ قليل لا أعلم أين هي لا أعلم أين أجدها منذ لحظات وصلت فقط
بهدوء ولطف : اهدأ سيدي و أخبرني عمن تبحث ؟
زفرت بقوه و أجبت: أمي أمي أتت منذ قليل
ابتسم: حسنا هدأ من روعك لا بد أنك تقصد المرأة التي أتت منذ قليل تعال معي
لحقت به و كان هو يهرول من أجلي فقط
رأيت سعاد فاتجهت لها مسرعاً: ماذا حصل ماذا هناك ؟
ابتسمت: لا شئ عزيزي لكنها مرهقة وصحتها الضعيفة لا تحتمل
بقلق نظرت إلى الغرفة التي نقف أمامها : ولماذا أنت هنا لماذا لست في الداخل هل أنت متأكدة انها بخير
وضعت يدها على يدي و شدتها برفق : نعم انها بخير ولكن الطبيب أجبرها على النوم و لا أريد ايقاظها
تنهدت فالشعور المرعب ذهب ولكن لا زلت خائفاً قليلاً حتى أتأكد بنفسي انها بخير
تذكرت من أوصلني إلى هنا نظرت خلفي أريد شكره ولكنه ذهب
... من ذا الذي يقول أن الأشخاص الطيبون رحلوا شكراً لك سيدي ...
لم تكن هذه زيارتها الأخيره للمشفى بل أصبحت كثيراً ما أخرج من العمل حتى آخذها منه
منظرها مؤلم بحق ذبلت كثيراً
وجهها الأصفر
ابتسامتها الباهته
حركتها المنهكه
جسمها الهزيل
كل هذا كان لاشئ أمام دموعها التي تخرج بسبب تعبها و ألمها دموعها التي لم أكن أراها تجري انهاراً إلاّ بسببي أراها الآن فيضانات تخرج ألماً
لم تكن تعرف انني خلف الباب وإلا لم تبكي
دخلت كاتماً عبراتي كيف لي أن أراها تتألم ولا أستطيع عمل شئ
كيف هذا وهي دفعت عمرها من أجلي
ما إن رأيت ابتسامتها التي تغتصبها حتى لا أشغل بالي طفرت دموعي
وبكيت معها
سحقاً للطبيب الأحمق الذي لا يزال لا يعرف مابك شمعتي ..
استيقظت صباحاً ورقبتي تؤلمني و على جسمي غطاء أعرف من صاحبه
رفعت رأسي بسرعة كانت شاحبة
قبلت رأسها البارد لعلّي أكون مخطئاً
ولكن لا خطأ شمعتي انطفأت ..
لم أبكي لا داعي للبكاء
كانت هي من أمسك بيدي لأخطو خطواتي الأولى
و كانت هي من علمني حروفي عندما دخلت المدرسهة وكانت هي من اختار زوجتي لي
وكانت هي من تنصحني عندما أنجبت زوجتي
وكانت هي من تضحك لأجلي و تبكي لأجلي و تحزن لأجلي
كانت هي من قضيت عمري بجانبها وغيري لم يعرف أماً قط
فلا داعي للبكاء

..

: "" )

أعجبتني .. ونقلتها لكم "




نِسيَانكْ مُحالْ 21/05/2010 09:58 PM

لـي بـآك بـ‘ع ــد مـآقرآهـآ , ,

عبدالعزيز الربيع 21/05/2010 10:23 PM

يالله

مرة مؤثرة

اقتباس:

لم أبكي لا داعي للبكاء
كانت هي من أمسك بيدي لأخطو خطواتي الأولى
و كانت هي من علمني حروفي عندما دخلت المدرسهة وكانت هي من اختار زوجتي لي
وكانت هي من تنصحني عندما أنجبت زوجتي
وكانت هي من تضحك لأجلي و تبكي لأجلي و تحزن لأجلي
كانت هي من قضيت عمري بجانبها وغيري لم يعرف أماً قط
فلا داعي للبكاء



مؤثر بحق




مشكورة سمى على القصة

ما قصرتي


سمى 21/05/2010 10:31 PM



ليتني همك :

فـي انتظارك = ) "

..

عبدالعزيز الربيع :

جـداً مؤثره = " ( !

يعطيك العافيـه عـ المرور .. نورت "

..



أبوهتون 22/05/2010 08:28 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


فعلا قصه مؤثرة مرت بمراحل مؤلمه تتبعتها في هذه القصه الحزينه


لاهنتي أختي الفاضله سمى على هذه القصه


دمتي بحفظ الرحمن


أخوك إبراهيم اليحيى ( العسكري )

سمى 22/05/2010 02:23 PM



اللـه يجزاك خير .. ما قصرت عـ المرور = ) "

..



طِـيـفْ 24/05/2010 01:56 PM

يــالله *_* ..
هـذي هـي الدنيـا .. البقـاء لله
القصه اكثـر مـن رائعـه
.. الاسـلوب والأحـداث
الهـاديه شـي اكثـر من رائـع
..
تلـاقيه بالجنـه ان شـالله
..

سمى

عجـزت اترجـم حجم اعـجابي بالقصه ..

شكـراً ..http://vb.eqla3.com/images/smilies/004.gifhttp://vb.eqla3.com/images/smilies/rose.gif

سمى 28/05/2010 12:04 PM



اقتباس:

تلـاقيه بالجنـه ان شـالله ..


آآمييين ياارب "

..



العفو عزيزتـي
"

ما قصرتي عـ المرور .. أسعدتيني بتواجدك = ) "

..



برباش اسماء 30/12/2010 02:13 PM

شكرا جزيلا على القصة الرائعة والمميزة حقا لقد اعجبتني كثيرااااااااااااااااااااااااااااااااااااا

محمد عبد الجبار 30/12/2010 10:09 PM

سلمت يمناك و شكرا-s-

عاشق الاكرف 07/01/2011 07:23 PM

يعطيك العافيه ع الطرح


راق لي

مرآآآر الإشتياق 23/01/2011 09:13 AM

ابدااااااااااااااع و الله ابداع شكراً على القصة

قيس القيسي 18/02/2011 02:02 AM

ابداع شكرا على القصه :)


الساعة الآن 09:37 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
2003-2023