وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخي الفاضل
كحيلان
أسعد الله أوقاتك بكل خير
سوف أكسر الصمت وأكون أول المستهدفين من عدد الردود
أخي الكريم أن النقاش يطول ويتشعب في موضوع العادات وتفضيلها لدي الغالبية علي الحكم الديني في أغلب الأحيان .
وخير مثال لذلك ما أردت أن نناقش وهو العباءة ذات اللون الأسود .
العباءة في الأصل لم أسمع بجود شرعي للونها الأسود .. ولاكن جرت العادة والعرف السائد علي أن يكون لونها السائد هو الأسود وأجد في ذلك اللون العديد من المميزات .
منها أن اللون الأسود يعتبر ملك الألوان ويتماشى مع جميع ألوان الملابس ويدل على الوقار والعقل ويمنح لابسة العباءة الاحترام والتقدير بشرط أن تكون العباءة الشرعية (العباءة المحتشمة والفضفاضة والطويلة) .
ولقد ذكرني موضوع العباءة السوداء بقصة قراءتها في أحد كتب الأدب .
ذُكر وقبل (14) قرن هجري و بالتحديد في العصر الأموي الأول عاش (الدارمي) وهو أحد الشعراء والمغنين الظرفاء في الحجاز وكان (يتغزل) بالنساء الجميلات إلا أنه عندما تقدم به العمر ترك نظم الشعر والغناء وتدين وأصبح متنقلاً بين مكة والمدينة للعبادة .
وفى إحدى زياراته للمدينة التقى بأحد أصدقائه وهو من أهل الكوفة بالعراق يعمل تاجراً وكان قدومه إلى المدينة للتجارة ويحمل من ضمن تجارته (خُمُر عراقية) * بضم الخاء والميم ومفردها خِمار بكسر الخاء * وهو ما تغطى به الإناث رأسها والمعروف الآن عند النساء (بالشيلة أو بالمسفع) فباع التاجر العراقي جميع الألوان من تلك الخُمر ما عدى اللون الأسود فشكا التاجر لصديقه الشاعر (الدارمي) عن عدم بيعه اللون الأسود وأنه غير مرغوب فية آنذاك عند نساء أهل المدينة فقال له: (الدارمي) لا تهتم بذلك فإنني سأجعلك تبيعها جميعاً ثم نظم (الدارمي) بيتين من الشعر و تغنى بها كما طلب من مغنيين بالمدينة وهما (سريح وسنان) أن يتغنوا بالبيتين الذي قال فيهما:
قل للمليحة في الخمار الأسود = ماذا فعلت بناسك متعبـدِ
قد كان شمر للصلاة ثيابه = حتى وقفت له بباب المسجدِ
فسلبت منه دينه ويقينه = وتركته في حيرة لا يهتدِ
ردي عليه صلاته وصيامه = لا تقتليه بحق دين محمدِ
فشاع الخبر في المدينة بأن الشاعر (الدارمي) رجع عن زهدهـ وعشق صاحبة الخمار الأسود فلم تبق مليحة في المدينة إلا واشترت من التاجر خمارا أسوداً لها لتتشبه بمعشوقة الشاعر .
دمتَ بكل خير