وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حبيبتى فى الله ... الغالية أم محمد
بارك الله فيكِ يالحبيبـــــــــــــــــــــة .
ماشاء الله تبارك الله طرح موفق بمشيئة الله وفقنا الله وإياكِ والمسلمين إلى مايحبه ويرضاه
كم هو عظيمٌ أن نتفكّرَ في مخلوقاتِ الله فإنّ هذا يدلُّ على عظيمِ قدرةِ الله سبحانه وتعالى، فالله عزَّ وجلَّ هو الذي أنزل لنا من
السماءِ ماءً أحيا به الأرضَ بعد موتها فصارت خضراءَ بعد أن كانت جدباء، إن في ذلك لآيةً لقومٍ يسمعون
يسمعونَ سماع إنصافٍ وتدبّر، لأنَّ منْ لم يسمعْ بقلبِه فكأنه لا يسمع.
وجعلَ لنا في الأنعام عبرةً يُسقينا مما في بطونها، والأنعام هي الإبِلُ والبقر والغنم،
يُسقينا ربُّنا تبارك وتعالى، القادرُ على كلِّ شيءٍ، مما في بطون هذه الأنعام لبنًا أي حليبا من بين فَرْثٍ ودم، وهنا نتأمّل جيّدا
ونخشع لله العزيز الجبار، فالفَرْثُ هو ما في الكَرِشِ، والحليبُ الذي يخرجُ من بطونِ الأنعامِ لبنًا خالصًا سائغًا للشاربين، من أينَ يخرج؟
يخرج من بين الفرْثِ والدمِ الّذَيْنِ يُحيطانِ به، وبين هذا الحليبِ وبين الفرث والدمِ بَرْزَخٌ، والبرزَخُ هو الحاجزُ بين الشيئينِ، لا يَبْغِي
أحدُهما على الآخر، أي لا يتعدَّى أحدُهما على اللبن، لا يتعدى الفرثُ ولا الدمُ على اللبنِ لا بلونٍ ولا بطعمٍ ولا برائحة، بل هو
خالصٌ من ذلك كلِّه، فسبحان الله العظيم.
"وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسْقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهِ مِن بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَّبَنًا خَالِصًا سَآئِغًا لِلشَّارِبِينَ".
فإذا أكَلَتِ البهيمةُ العلفَ فاستقرّ في كَرِشِها، طَبَخَتْهُ فكانَ أسفلُه فَرْثًا وأوسطُهُ لبنًا وأعلاه دمًا كلُّها متصلةٌ ولا تختلط،
الله سبحانه تعالى يحجز هذا عن هذا، والكبِدُ مُسلطةٌ على هذه الأصنافِ الثلاثة، تُقَسِّمُها فيجري الدمُ في العروق، واللبنُ في
الضُّروعِ ويبقى الفَرْثُ في الكرِشِ ينحدرُ، وفي ذلك عبرةٌ لمن يعتبر، فلنأخُذ العبرةَ نحن البشر من لدن آدم نشرب لبنًا خرجَ من
بطونِ الأنعامِ التي لا تَعقِلُ، وقد اكتَنَفَهُ أي أحاطَه الفرثُ والدم، ولكنَّ الفرثَ والدمَ لم يختلطا باللبنِ الذي خرجَ شرابا سائغا سَهلَ
المرور في الحلْق، والله تعالى جعلَ لنا فيه شفاء، كيفَ لا وقد أخبر الصادقُ المصدوق صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف:"
عليكُم بألبانِ الإِبِلِ والبقرِ فإنها تَرُمُّ مِنَ الشَّجَرِ كُلِّهِ وهو دواءٌ مِن كلِّ داء" رواه ابنُ عساكرَ وصحّحه السيوطيّ، تَرُمُّ أي تأخذُه بشَفَتِها
أي كنايةً عن الأكلِ، وجاء في الحديث أيضا:" إنّ في أبوالِ الإبِلِ وألبانِها شفاءً للذَّرِبَةِ بطونُهم" أي الذين فَسَدتْ بطونُهُم.
هدانا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه وأعتذر عن الإطالة فأرجوكِ ياأغلى الناس أن تغفرى لى ذلك بارك الله لى فى عمرك .